البلهارسيـا و بعض مشاكله الهضميـة
بقلم د. نـعيـم أبو نبـعـة
استشـاري امراض الجهـاز الهضمي و الكبـد
تنتقل البلهارسيا عن طريق الماء الملوث و تدخل الى الجلد و منه الى الأوعية اللمفاوية فالدموية حتى تصل الى الوريد البابي و تنمو و تتكاثر في الأوردة و تتخلص من بيضها عن طريق البراز و البول؛ إلا ان قسماً من بيوضها يذهب الى الكبد و يسبب تضخم في الكبد ثم في الطحال؛ و قد تنتهي الإصابة بالتليف الذي ينتهي بتشمع الكبد بكامل مضاعفاته و من بينها دوالي المريء.
و يعيش دود البلهارسيا البالغ داخل دم الإنسان..وفي غياب العـلاج يمكـن لهذه الدودة ( الصغيرة الحجم جداً ) ان تعيش لمدة قد تصل الى اكثر من خمس عشرة سنة.
و تضع الأنثى بيضها داخل جسم الإنسان و يخرج آلاف البيض مع البول و البراز و اذا وصل هذا البيض الى الماء فإنه يفقس و تخرج منه ديدان صغيرة جداً تبحث عن القواقع لتعيش فيها و بعد مدة تخرج منها الأطوار المعدية للإنسان، وإذا لامس الإنسان هذا الماء الملوث فإن الأطوار قد تخترق الجلد و تدخل الى الدم وهناك تتحول الى الديدان البالغة.
و تعتبر البلهارسيا سبباً هاما من أسباب تليف و تشمع الكبد في بعض الدول العربية مثل: مصر و اليمن و بعض المناطق في السعودية و سورية و العراق؛ اما في الأردن فلقد بدأ اكتشاف بعض حالات البلهارسيا في السبعنيات و استمر بين الحين و الآخر اكتشاف حالات متفرقة و ذلك نتيجة عدة ظروف و عوامل أخرى من بينها زيادة العمالة الأجنبية الوافدة من مناطق يكثر فيها المرض المذكور، بالإضافة الى صعوبة القضاء التام على القواقع الناقلة للمرض المتواجدة في عدة مواقع مائية هامة و لأن البعض و خاصة الأطفال ما زالوا يتمتعون ( ولسـوء الحـظ )في اللعب او السباحة في البرك والمستنقعات،هذا و قد تناقلت بعض الصحف في ( النصف الأول من عام 1997 م)حدوث بعض الإصابات بالبلهارسيا عند بعض المواطنين الأردنيين في بعض مناطق غور الصافـي.
هذا ولقد لاحظت خلال عملي في دول الخليج لمدة ثلاثة عشر سنة ان الكثير من حالات المرضى المصريين و اليمنيين و السعوديين الذين عانوا من انتكاسات ومضاعفات هذا المرض مثل نزيف دوالي المريء، اليرقان، استسقاء البطن.. الخ في تشمع الكبد المشخص سابقاً بأنه نتيجة بلهارسيا كان المريض حاملاً في نفس الوقت لفيروس التهاب الكبد نوع C او نوع B مما يعطينا الانطباع بأنه الانتكاسة الخطيرة كانت نتيجة العدوى بالفيروس C او الفيروس B لمريض يشكو من البلهارسيا سابقا.
و الله اعلم
بقلم د. نـعيـم ابـو نبـعة
استشـاري أمراض الجهـاز الهضمـي و الكبـد