انسمام الدم و التشحم الكبدي عند السيدة الحـامل
بقـلم الدكتـور نـعـيم ابـو نبعة
استشـاري امراض الجهاز الهضمي و الكبد
1) انسمام الدم الناتج عن الحمل
تتعرض بعض النساء خلال فترة الحمل من مرض انسمام الدم و الذي قد يؤدي الى اليرقان كصفة متـأخرة للمرض … و هذا اليرقان يكون في أغلبية الحـالات ناتجـاً عـن انحـلال الدم ( Haemolysis ) اكثر من كونه ناتجاً عن مرض في الكبد.
و الانسمام الشديد قد يظهر على شكل آلام في المنطقـة العليا من البطن،غثيان،تقيؤ، ارتفاع في ضغط الدم مع ان هنالك حالات قد تظهر فيها كامل الصورة بدون وجود ارتفاع في ضغط الدم الشرياني.
و لقد سجلت حالات نادرة جداً ( من انسمام الدم الناتج عن الحمل ) بصورة صاعقة يحدث فيهـا مرضـاً شـديـداً في الكبـد و الـذي قد يـؤدي الى تـمزق تلقـائي في الكبد و ينتهـي بوفـاة المـريضة.
ومن الجدير بالذكر ان الغثيان و التقيؤ هي أعراض كثيرة الحدوث عند السيدات الحوامل بدون وجود أي مرض عضوي و قد يستمر هذا التقيؤ و يصبح اكثر شدة و تكراراً ولمدة أسـابيع بدون ان تكون هناك مخاطر على السيدة او جنينهـا.
و هناك نسبة قليلة من السيدات الحوامل قد يسبب عندهن استمرار و شدة التقيؤ حــالة من سوء التغذية و نقص و اضطراب في نسبـة الأمـلاح في الـدم و قد تسوء الحالة و يظهر اليرقان و قد تدخل المريضة في غيبوبة مما يعطينا انطباع خاطئ بوجود التهاب كبدي فيروسي حاد و شديد،و لكن الفحوصات المخبرية تنفي ذلك ( تنفي وجود التهاب كبدي فيروسي )، و تبدأ كل التغييرات في عمل الكبد بالرجوع الى حالتها الطبيعية بعد أيام قليلة من التوقف عن التقيؤ و تحسن تناول الطعام.
السبب و العـلاج:
يعتبر سبب حدوث الانسمام عند النساء الحوامل غير معروف لحد الآن مع ان البعض يعتقد بأن السبب قد يكـون عوامل نفسية او نتيجة حدوث بعض التغييرات الهرمونية في جسم المرأة الحامـل.
ومن الجدير بالذكر انه لا داعي لإيقاف الحمل و لا داعي للقلق الشديد، و العلاج عادة ما يعتمد على الراحـة الجسدية و النفسية و الابتعاد قليلاً عن الجو العائلي اذا لوحظ انه قد يكون السبب.
و في الحالات الشديدة يجب إدخال المريضة الى المستشفى لتهدئة التقيؤ و إعطاء المريضة السوائل اللازمة و تغذيتها عن طريق الوريد ومتابعة حالتها عن كثب.
2) التشحم الكبدي الحاد الناتج عن الحمل:
حالة مرضية نادرة لكنها خطيرة تحدث خلال الحمل في فترة ما بين الأسبوع الثلاثين و الأسبوع الثامن و الثلاثين من الحمل و قد تكون السيدة سمينة و تحمـل لأول مرة و بدون أي مشكلة مرضية سابقة، و قد نشاهد هذه الحالة مباشرة بعد إصابة السيدة الحامل بالتهاب بسيط في المجاري التنفسية العلوية لتبدأ بشكل مفاجئ بتعب عام،نقص في الشهية، عطش، آلام في الرأس ،بالإضافة الى غثيان، وتقيؤ و أحيانا آلام في المنطقة العليا من البطن.
و خلال ساعات او أيام قليلة قد يصبح الامر اكثر سوءاً لتنتهي بغيبوبـة مصطحبـة بيرقان متوسط او شديد، و قد نجد علامات فشل كلوي و علامات نزيف دموي تلقائي نتيجة اضطراب في عوامل تخثر الدم التي ينتجهـا الكبد.
و عند فحص المريضـة سريرياً قد نجد تضخم في الطحال و استسقاء في البطن ناتج عن زيادة الضغط في الوريد البابـي.
علاج التشحم الكبدي الناتج عن الحمل
الحقيقة ان أكثر الحالات خطورة تنتهي بالوفاة نتيجة نزيف دموي شديد او نتيجة الفشل الكلوي اكثر من كونها نتيجة فشل كبدي،لذلك فإن التشخيص المبكـر و الذي يجب ان يؤدي الى ولادة مبكـرة و سريعـة للجنين يعطـي نتيجـة افضـل للأم و لطفلها و قد نضطر لإعطاء النصيحـة للولادة المبكـرة و ذلك باستعمال بعض المواد ( Oxytocin ) التي تحرض على الولادة الطبيعيـة و أحيـانا أخـرى نلجـأ الى العمليـة القيصريـة لتحسين وضع الأم و طفلهـا.
و بـلا شك يجب اتخاذ كامل الإجراءات المناسبـة لعلاج الفشل الكبدي و الفشل الكلوي و كذلك إعطاء مثبطات الإفرازات الحامضيـة لمنع النـزيف الناتج عن الالتهابات الشديدة في المعدة و الاثنى عشـر.
و كذلك نستعمل البلازمـا الطازجة ( F.F.P ) و الألبومين و قد نحتاج الى غسيـل كلى اذا كان ذلك ضرورياً و في بعض الحالات تكون زراعـة الكبد هي الطريقة الوحيدة لعلاج هذه الحالة المرضيـة.
و الله اعلم
بـقـلـم د.نعـيـم ابـو نبعة
استشاري امراض الجهاز الهضمي و الكبـد