السحور واهميته للصايم
“تسحروا فإن في السحور بركة”
بقلم د. نعيم ابو نبعه
استشاري امراض الجهاز الهضمي والكبد
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
“تسحروا فإن في السحور بركة” وقال في حديث آخر:
” استعينوا بطعام السحر على صيام النهار، وبالقيلولة على قيام الليل“
والحقيقة العلمية والصحية تقول ان السحور ضرورة لكل الصائمين ، ويكون السحور بما تيسر من الطعام ولكن يجب الابتعاد عن المقليات والمخللات والطعام الغني بالاملاح والتوابل وكذلك الابتعاد عن الحلويات المركزة مثل الكنافة والبقلاوة لأن ذلك يؤدي الى الاحساس بالعطش خلال النهار ويمكن ان تؤدي الى سوء الهضم.
ويستحسن ان تحتوي وجبة السحور على خليط متوازن من مصادر الطاقه الرئيسيه من البروتينات والدهون والكربوهيدرات ، وهذا ما يعطي الجسم الطاقة اللازمه للنشاط خلال ساعات النهار ، وننصح كذلك بتناول الخضروات والفواكه في وجبة السحور لأنها تحتوي على الالياف والفيتامينات والمعادن الضرورية .
وهناك بعض الاختصاصيين الذين يقترحون تناول الحبوب او المعكرونه او البطاطا والارز في وجبة السحور وهي مواد كربوهيراتية مركبة يتسم امتصاصها بشكل بطيء وطرحها الى الدم بشكل بطيء وهذا ما يمنع الهبوط الحاد والمفاجئ في مستوى السكرفي الدم اثناء ساعات الصيام وكذلك يقلل من الاحساس بالجوع …
ولكن بشكل عام نترك مكونات السحور حسب الرغبة وحسب الامكانيات مع الاخذ بعين الاعتبار ما ورد سابقاً .
ومن الجدير بالذكر ان وجبة السحور المتوازنة والصحية تساعد على تحفيز حركات المعدة والامعاء وتساعد على احداث افرازات جديدة داخل الجهاز الهضمي مما يساعد على الهضم.
وكما حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور فقال : ” ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الافطار وأخروا السحور “ فبتأخير السحور يكون هناك مجال لهضم وجبة الافطار بشكل كامل وبتاخيره تكون المعدة فارغة تقريباً لتستقبل وجبة السحور بشكل افضل ولتمكين الجسم من الاستفادة من المواد الغذائية لأكبر قدر ممكن من ساعات النهار لإمداد الجسم بالطاقة وبذلك تكون المشقة أقل بكثير ، كما انه يمنع حدوث الصداع والاعياء اثناء النهار كما يمنع الشعور بالعطش الشديد .
وكما هو معروف فإن السحور ضروري لأن المبالغة في الجوع والعطش ليست الغاية من الصوم ، بل تكون بطاعة الله ورسوله و بالإمتناع عن تناول الطعام أو الشراب من الفجر الى الغروب.
والله أعلم
د. نعيم ابو نبعه
استشاري امراض الجهاز الهضمي والكبد