مقدمة عن التهابات الكبد
بقلم د. نعيم ابو نبعه
إستشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد
تعتبر التهابات الكبد بكافة أنواعها من الأمراض المنتشرة في مختلف أرجاء المعمورة وأن نسبة انتشارها متباينة بين قارة وأخرى … وفي نفس القارة بين بلد وآخر … وفي نفس البلد بين مدينة وأخرى .. وحتى في نفس المدينة الواحدة فالالتهابات الكبدية قد تختلف نسبتها من حي لآخر.
وبالرغم من أن المعروف منها جيداً هو التهابات الكبد الفيروسية نوع A, B,C,D,E الا أن هناك اسباب أخرى كثيرة ومتعددة يمكنها أن تسبب التهاباً في الكبد من بينها الإلتهابات البكتيرية ،عدد كبير من الأدوية المختلفة ، تناول الكحول ، الصدمة ، الأورام الكبدية، التهابات قنوات المرارة … فشل القلب … الخ.
وتوجد حالات كثيرة قد يزورنا فيها المريض مشخصاً بالتهاب كبدي نتيجة ارتفاع بأنزيمات الكبد (LFT) وقد يكون ناتج عن حالة مرضية تسمى الكبد الشحمي اي ما يعرف ب( Fatty Liver ) وهي حالة مرضية تنتج عن ترسبات دهنية في الكبد يعاني منها الاشخاص الذين عندهم مرض السمنة (البدانه) وكذلك قد نجدها عند بعض الأشخاص الذين يتناولون دواء ستيرويدي قشري (Corticosteroids) أو المرضى الذين يعانون من مرض السكري لمدة طويلة أو الذين يتناولون الكحول..
وكذلك هناك قائمة طويلة من الادوية التي قد تسبب تشحم كبدي من بينها الأميودارون (Amiodaron).
التهابات الكبد الفيروسية ( التهاب الكبد بالحمات الراشحة)
لمحة موجزة عن الفيروس :
الفيروسات هي كائنات حية في غاية الدقة ، تختلف عن الكائنات الحية الأخرى لأنها أصغرها وابسطها ولا ترى بالعين المجردة ،ولكن يمكن ان نراها بواسطة الميكروسكوب الالكتروني، ومن صفاتها انها لا تستطيع ان تعيش حرة طليقة مستقلة بل تحتاج دائماً الى العيش داخل خلية إنسان أو حيوان أو نبات … ومن بعد ذلك تندمج وتصبح جزء من الخلية المذكورة وتتكاثر وتسبب ما تسببه من مشاكل صحية تؤدي في بعض الحالات النادرة الى الموت الحتمي .
فهذا الكائن الحي الدقيق جداً ونظرا لتكوينه البسيط وضعفه المتناهي فإنه يغزو خلايا جسم الإنسان كي يحتمي بها ويتغذى منها ويتكاثر ويتوالد بداخلها . ومن المعروف ان شكل الفيروس قد يكون اسطواني أو كروي.
مكونات الفيروسات
يتكون الفيروس من :
1_ لب داخلي ( الحامض النووي داخل الفيروس ) ، وإعتماداً على فردية أو إزدواجية الحامض النووي فيكون نوعان :
_ نوع ( RNA) مثل الفيروس “C“.
_ نوع (DNA) مثل فيروس “B“.
2_ سطح خارجي: وهو مكون من مواد بروتينية ( بروتينات) تعمل كغطاء خارجي للفيروس وعملها حماية المحتويات الداخلية للفيروس ومساعدته على الإلتصاق بجدار الخلية التي قرر اصابتها.
تحطيم الخلايا الكبدية بواسطة الفيروس
يقوم الفيروس بتحطيم الخلايا الكبدية بإحدى الطرق التالية :
_ الطريقة الأولى : وهي طريقة مباشرة يقوم فيها الفيروس بالإقتراب من الخليه الكبدية ليحاول الدخول اليها مصطدماً بها عدة مرات الى أن ينجح البروتين المغطي له بالإتحاد مع أجسام الإستقبال الموجودة على سطح الخلية الكبدية المختارة، ومن ثم يقوم بإصابتها وإختراقها .
وعندما يدخل الفيروس تلك الخلية يقوم بالتخلص من غطائه البروتيني ويندمج مع بروتين الخلية فتتأثر الخلية المصابة وتندثر وتتلاشى بعد ذوابانها وخروج فيروسات كثيرة منها والتي كانت قد تكاثرت داخل الخلية قبل ذوبانها. وتتجه تلك الفيروسات الجديدة الى خلايا أخرى لتقوم وتعيد نفس الكرة … وهكذا .
_ الطريقة الثانية :وهي الطريقة غير المباشرة حيث أن التطورات المناعية الناتجة عن الإصابة بالفيروس والتغييرات التي تحدث في الجهاز المناعي للإنسان المصاب يؤثر بشكل سلبي وخطير على خلايا الكبد مما يتسبب في تحطيمها .
_ الطريقة الثالثة : وهي التي يطرحها بعض الإختصاصيين الذين يعتقدون بإمكانية وجود سموم أو مواد إفرازية تخرج من تلك الفيروسات المذكوره والتي قد تؤدي الى تحطيم الخلية كما يحدث عند اصابة الانسان بالميكروبات ، ولكن هذا الإعتقاد غير مؤكد حيث لا يوجد دراسات علمية متعدده تدعمه ، لذا فيمكننا تجاهله حالياً
هذا ومن الجدير بالذكر أن مجموعة الفيروسات الكبدية قد تحدث تأثيرات على أعضاء أخرى في الجسم خارج الكبد مثل النخاع، الغدد اللمفاوية ، … الخ ، ولكن هذا التأثير يكون متفاوتاً من مريض لآخر ومن فيروس لآخر.
بقلم د. نعيم ابو نبعه
إستشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد