الأمعاء السريعة التهيج (القولون العصبي) وصيام رمضان
بقلم : د.نعيم أبو نبعة
استشاري امراض الجهاز الهضمي و الكبد
الأمعاء السريعة التهيج أو ما يسمى بالقولون العصبي هو ظاهرة وظيفية غير عضوية تتميز بمجموعة من الأعراض التي تدل على اضطراب في الجهاز الهضمي في غياب أي مرض عضوي ومردها النشاط الغير طبيعي في عضلات الأمعاء.
أعراض القولون العصبي:
تختلف الأعراض من مريض لاخر وقد تختلف لدى المريض نفسه من وقت لاخر ولكن من الممكن أن نذكر الأعراض التالية :
1) ألم بطني ومغص : وهي أكثر الأعراض شيوعا و قد يكون الألم أو المغص شديدا في بعض الحالات وقد يدوم ساعات أو أياما وعادة ما يظهر عند تناول الطعام الذي يزيد من الظغط داخل القولون وفي أغلب الحالات يظهر الألم أما في الناحية السفلية اليمنى للبطن أو الناحية اليسرى السفلى منه ولكن في حالات أخرى قد يكون الألم في أي جزء من البطن أو في الناحيتين السفليتين اليسرى و اليمنى معا ، وقد يقل الألم بعد خروج الغائط نتيجة أنخفاض الضغط داخل القولون . هذا وتوجد حالات عديدة ( خاصة خلال فترة الألم ) نتمكن فيها من حس القولون الأيسر بيدينا كأنه حبل أو أنبوب قاسي و مؤلم ، أما في حالة أنعكاس حركات القولون الى الأعلى فقد يشكوا المريض من الألم في المنطقة العليا الوسطى من البطن ( منطقة المعدة ) مع شعور بجشاءات وحرقة احيانا .
2) تناوب الامساك و الاسهال : في حالة القولون العصبي قد يعاني المريض من امساك واسهال أو من التغير المستمر بين الاثنين ، وقد تفصل بين النوبات فترات من الاخراج الطبيعي ، هذا ويكون البراز في بعض الحالات مدورا صغيرا او رقيقا ، وقد يطرح مع البراز كميات من المخاط . ومن المعروف أن تغير وظيفة الأمعاء على شكل اسهال أو امساك أو التناوب بينهما يعتبر صفة هامة لهذا المرض ، ولكن يجب التذكير و التوضيح أن الاسهال الليلي الذي يوقظ المريض من نومه غالبا ما يكون نتيجة مرض عضوي في الأمعاء وليس نتيجة القولون العصبي ، كما أن وجود الدم في البراز يجب أن يكون مدعاة للشك في أن يكون السبب عضويا يستحق البحث عنه بجدارة .
3) أعراض أخرى مصاحبة مثل أعراض عسر الهضم : التي تتمثل بغثيان ، تقيؤ ، حموضة ، وقد يعاني المريض من الصداع ونقص بسيط في الوزن …الخ
4) الشعور بانتفاخ البطن : عادة ما يكون في المنطقة السفلى من البطن ، وهذا الشعور بالانتفاخ قد يستمر في الازدياد أثناء النهار ، وعادة ما يعاني منه غالبية المرضى .
5) درجات متفاوتة من القلق و التوتر و الاكتئاب .
تشخيص القولون العصبي :
على الشخص اللذي يعاني من الأعراض المذكورة أعلاه مراجعة الطبيب للكشف عليه سريريا وبعد ذلك عمل فحوصات مخبرية متنوعة و اشعاعية وقد يحتاج لاجراء تنظير للجهاز الهضمي للتأكد من أنه خال من أي مرض عضوي ، بعدها يمكن تشخيصه بالقولون العصبي بعد استبعاد الأمراض العضوية . و أنه لمن الخطأ أن نكشف على المريض سريريا فقط ونشخصه بالقولون العصبي على الفور بدون اجراء الفحوصات التي ذكرناها سابقا . كما أن على المريض المشخص بالقولون العصبي مراجعة الطبيب كل ستة أشهر أو كل سنة للتأكد من جديد أنه لا يوجد مرض عضوي هام . هذا ومن الجدير بالذكر أننا لاحظنا بعض المرضى اللذين تم اجراء كامل الفحوصات لهم قبل مدة وتم تشخيصهم بالقولون العصبي في ذلك الوقت أن نسبة منهم ( ولو كانت ضئيلة ) قد تم اكتشاف مرض عضوي بعد عام أو عامين أو خمسة أعوام ، وقد يكون ذلك المرض خطيرا . لهذا يجب أن لا نترك المريض يتناول العلاجات للقولون العصبي لسنوات طويلة دون الرجوع من جديد لاعادة تقييمه وليكن ذلك سنويا .
القولون العصبي وصيام رمضان :
لوحظ أن العديد من مرضى الأمعاء السريعة التهيج ( القولون العصبي ) تتحسن حالتهم وتختفي الكثير من الأعراض عند صيامهم شهر رمضان المبارك ، ويشترط الالتزام عند الافطار بعدم تناول كميات كبيرة من الطعام وتجنب المأكولات التي قد تولد الغازات . ومن الجدير بالذكر أن تخصيص عدة دقائق كل يوم لتمارين الاسترخاء وذلك بشد العضلات المختلفة لعدة ثواني ثم تحريرها مع الأستنشاق العميق و اخراج الهواء ببطىء خاصة خلال عملية شد العضلات يخفف من حدة الأعراض .
و الله أعلم
بقلم : د.نعيم أبو نبعة
استشاري امراض الجهاز الهضمي و الكبد