من الذاكره : ( 6 – يناير كانون ثاني 1974 ).
.. ….مواقف جميله أتذكرها دائما : وخاصه في السادس من يناير من كل عام
…….. في السادس من يناير عام 1974 كنت خلال دراستي للطب في مدينه بلنسيا الاسبانيه أسكن مع زميل لي هو الدكتور جمال يوسف حمدان في احدى الشقق ( في شارع .. Calle Padre Urbano nº 18 –14 ) القريب من كليه الطب حيث كنا نذهب الى الكليه سيرا على الاقدام يوميا. . ……وفي حوالي الثالثه عصرا من يوم السادس من يناير كانون الثاني –1974 سمعت طرق الباب ورنه الجرس وفتحت باب الشقه واذا بأحد الشباب يحمل كيسا كبيرا فقلت له اهلا وسهلا ماذا تريد فاجابني هذا الكيس لكم. . قلت وما يتحويه قال هذا من الجيرا ن … قلت وأي جيران ” اجاب من الحي وهو ليس من شخص واحد انما من الجيران بشكل عام ” قلت ولماذا ؟ قال هو من الجيران وانا تم تكليفي بتوصيله اليكم .
. قلت له شكرا لك وشكرا لهم ولكن ما هي الاسباب فاجاب هذا شيئ طبيعي في الحي نقوم به سنويا . .. ..وبعد مغادرته فتحت هذا الكيس ا الكبير فوجدت فيه انواع متعدده من الفواكه والخضروات وعلب لحمه بقر مفرومه … وبطاطا وبصل وثوم وزيت زيتون وزيت للقلي وجبنه و صابون ومواد للحلاقه وبعض القمصان والبلاطين المغلفه والجديده ..وفيه كذلك مغلف محكم الاغلاق , و عند فتحه وجدت فيه مبلغ من المال يكفينا لمصروف الشهر بالكامل ..
… والحقيقه أنني كنت قبل هذه الحادثه لا اختلط كثيرا بالجيران وفقط صباح الخير أو مساء الخير .. كيف الحال ؟ أو التحدث عن أخبار الطقس عن الجو بارد أو ساخن …الخ
.. وطبعا قدرت كثيرا هذا الموقف من الجيران وملاحظتهم باننا نسكن في هذه الشقه وبعيدا عن أهلنا وقد نكون محتاجين أو في ضيق مادي . أو . أو .. وهو بلا شك تصرف مليئ بالانسانيه والطيبه وحسن الجوار وقلت في نفسي ان أخلاقهم وتصرفاتهم معنا جميله جدا بل رائعه دائما … انه شيئ جميل .. ” انه إن شاء الله رضى من الله سبحانه وتعالى ورضى الوالدين والحمد لله رب العالمين …
….”… وما زلت اتذكر هذا الحدث في السادس من يناير من كل عام .
—————– ————————– ————————— ————————— ————– —— ————- ——
والنتحدث عن يوم السادس من يناير وما يمثله للشعب الاسباني :
————– —————————- ————————– ————————– — ————— —— ——— ———–
….. في السادس من يناير من كل عام تحتفل اسبانيا والعديد من دول امريكيا اللاتينيه بعيد الملوك أو بيوم الملوك :
( Dia de Los Tres Reyes Magos ) .
…. .. … وفي هذا اليوم يقوم الاسبان بتقديم هداياهم لأحبائهم وخاصه الاطفال منهم .. و يجهز الوالدين والأقرباء هدايا اطفالهم ويقولوا لأطفالهم أن الملوك الثلاثه القادمين من الشرق يحملوا هدايا متنوعه وحلويات ودراجات .. ويركزوا لأطفالهم بأن هؤلاء الملوك لا يأتون اليهم الا اذا تصرف الاطفال بشكل جيد طوال العام .. واذا كان الاطفال مستيقظين فانهم يتجاهلون المنزل ولا يتركوا ألعابا وهدايا او حلويات امام منازلهم … لذلك في تلك الليله ينام الصغار مبكرا ويحاولون الاستماع الى اي شئ يتيح لهم معرفه اذا كان الملوك قد وصلوا الى بيتهم ام لا .. لكن يقال للأطفال أن الملوك يعملون بهدوء شديد وكذلك الجمل او الفيل او الفرس التي تحمل الملوك القادمين من الشرق.
……. وفي صباح يوم 6 يناير ، تمتلئ المدينه بفرح وضحك الاطفال السعداء الذين يستمتعون بالهدايا والدراجات والدمى والألعاب الأخرى والحلويات.
ويتم الاحتفال بهذا اليوم أيضاً بتناول ما يسمى بكعكة الملوك ، المزينة لتبدو وكأنها تاج يرتديه ملك. .. وغالبًا ما تعلوها فواكه مزججة تمثل الجواهر على التاج … وأحيانا يدفن بداخلها لعبة ،. .. ويقولوا للأطفال إن الشخص الذي يجد اللعبه المدفونه سوف يتمتع بحظ ممتاز طوال السنة…
.. … . وتقول التقاليد القديمه هناك أنه عندما وصل الملوك الثلاثه الى مدينه بيت لحم في فلسطين ( مهد الديانة المسيحية ومولد الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام ), وصل الملك “بالتازار” على فيل قادما من اثيوبيا , والملك ” ملكور ” على حصان قادما من شبه الجزيره العربيه , والملك “غاسبار ” على جمل قادما من الشرق .
. ( بالإسبانية: Dia De Los Reis )
—————- —————————– —————————— ———————————-